يُراوض الكثير منّا سؤالًا يحيرهم دائمًا، ألا وهو: كيف يتغلب الإنسان علىٰ شتات نفسه؟
جلستُ بين البساتين الخضراء بعد منتصف الليل، وكان الديجور يحاوطني، أشتمُ عبير الزهور وعبير أريس الذي يجعلني أعيش حالة من الهدوء الرائع في ذلك الوقت، كما أنني أُشاهد المياسين الجميلة فهذا وقتي المفضل من الليل دائمًا، وتذكرتُ حينما سألني صديقي: كيف تتغلب علىٰ شتات نفسك؟
فأجبته: بأنني أتغلب علىٰ شتات نفسي، بمواجهة نفسي، كما أنني أُهرول دائمًا إلىٰ الوضوء، و سجادة صلاتي، وأشرعُ في الصلاة حتىٰ وإن لم يكن هذا وقتُ صلاة، فأُصلي ركعتين لله أو أكثر، ثم أجلسُ بين يدي الله أُرتل القرآن بصوتٍ عذب، وأدعو إلىٰ الله أن يلهمني الصواب دائمًا، فأشعرُ بأن الله يكامعني، ويستجيبُ لدعائي، فيتراجعُ الأسى عني، وأتخلصُ من هذا الشتات، وكأن شيئًا لم يكن، وأشعرُ بأن الترائب تتسع وينتشرُ فيها الضوء بعد ذلك الدَجن الحالك الذي كان يصيبُ نفسي، فهذا يُشبه ظهور السنمار في سماءِ الليل المظلمة، فوالله ما لجأ عبدٌ لله إلا وقد جُبر وتخلص من شتات نفسه.
بقلم: داليا علاء "الإمبراطورة"