ظهر مثل: الأبلق في ليالي المعتمة، ولكنه اختفىٰ وكأن شيئًا لم يكن.
ظهر في ليالي المعتمةِ دون سابق إنذار، ظهر مثل: الزبرقان الذي يُضيء الليل الحالِك، ظهر؛ ليقصف هدوء حياتي مثلما يفعل الهيزوع، ظهر مثل: الأبلق ليتغلغل بداخلي شيءٌ فشيء، ظهر ليرفعني لعنان السماء السابعة، جعلني أتذوق طعم الهُيام علىٰ يديه، جعل فراشات الحب تتدفق بداخلي مثلما يتدفق السديم بغزارة، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
فبعدما رفعني لعنان السماء، أنزلني للأرضِ السابعة؛ بسبب فظاظته في الرحيل، ظهر وفجأةً اختفىٰ كالظل، وكأن شيئًا لم يكن؛ فلماذا فعل هذا؟
لماذا جاء وجعلني أستشعر المياسين البعيدة ثم يرحل؟
أم أنه جاء ليذيقني مرارة العشق؟
ظلت هذه الأسئلة تجول في خاطري كل ليلةٍ، ولكن لم أملك لها إجابة، ولكن حسنًا يا عزيزي بما أنك اختفيت كالظل، فأنا أيضًا سأختفِي، ولكن اختفاء عن اختفاء ٍ يفرق بكثير، فأنت اختفيت وهرولت بعيدًا؛ لكي لا أراك، أما أنا فسأكون أمامك ولكن لن تستطيع أن تراني، فأنا عزيزة النفس، وأما أكون كل شيء أو لا، فأنا لا أقبل بمكانةٍ لا تُليقُ بي.
بقلم: داليا علاء "الإمبراطورة "